أكد
الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب رفض المصريين جميعا للحادث
الإرهابي الغادر الذي استهدف كنيسة القديسين بمحافظة الأسكندرية في بداية
العام الميلادي الجديد والذي هز مشاعر المصريين جميعا.
وأعرب
سرور - في كلمة له ببداية الاجتماع المشترك للجان الدفاع وحقوق الإنسان
والصحة والشئون الدينية برئاسته الأحد - عن خالص تعازيه لأسر الضحايا
والمصابين في الحادث .. مؤكدا أن المصريين جميعا وفي القلب منهم يقفون صفا
واحدا ضد الإرهاب الذي يسعى للنيل من أمن واستقرار مصر.
وقد وقف
الحاضرون دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا في هذا الحادث .. وأشاد سرور
بمتابعة الرئيس حسني مبارك الدقيقة للحادث والبيان الواعي الذي ألقاه أمس
والذي كان له أكبر الأثر في نفوس المصريين جميعا.
وأضاف أن مجلس
الشعب تابع عن كثب كافة الخطوات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء تداعيات
الحادث وتقديم أوجه الرعاية للمصابين والخطوات التي تتخذها سلطات الأمن
لتعقب الجناة وحماية أمن مصر.
وأشار إلى أن مجلس الشعب سارع
لتشكيل لجنة ضمت رؤساء لجان حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي والصحة
والشئون الدينية وسافرت بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث إلى موقع التفجير
كما قامت بتقديم واجب العزاء للكنيسة ولأسر الضحايا بالنيابة عن كافة نواب
الشعب.
ومن جانبه ، ألقى المستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق
الإنسان بمجلس الشعب رئيس اللجنة المشتركة بيانا باسم اللجنة أعرب خلاله
عن إدانة اللجنة للحادث الإجرامي البشع الذي أسفر عن سقوط شهداء ومصابين
من المصريين أقباطا ومسلمين .. مؤكدا أن الإرهاب الأعمى لا يفرق بين مسلم
ومسيحي.
وأشار إلى أن التحقيقات الأولية تؤكد وجود أصابع خارجية
تحاول عبثا ضرب الوحدة الوطنية للمصريين .. مشيدا بمتابعة الرئيس مبارك
للحادث وتوجيهاته الفورية لرعاية المصابين وتعقب الجناة وبالدور الذي قامت
به أجهزة الأمن لاحتواء تداعياته والتعامل بوعي كامل مع تداعيات الحادث
بما يحول دون تدهور الموقف.
وشرح نسيم الخطوات التي اتخذتها
اللجنة خلال زيارتها إلى الأسكندرية والتي استمرت حتى الساعات الأولى من
صباح اليوم ، مؤكدا أن اللجنة تابعت تقديم الرعاية للمصابين في المستشفيات
والتقت بالدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية
واللواء عادل لبيب محافظ الأسكندرية وعدد من القيادات الأمنية التي تواجدت
في موقع الحادث.
ولفت إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود
فكر جديد دخيل على مصر وأن هذا العمل الانتحاري غير معتاد في مثل تلك
الجرائم .. مشددا على أن النسيج الوطني المصري قادر على تجاوز كافة
محاولات تسميم العلاقة بين المسلمين والأقباط.
وبدوره ، أكد أمين
راضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي أن الحادث إجرامي خسيس استهدف كل
المصريين وليس حادثا طائفيا وأن المؤشرات الأولية للتحقيقات تشير إلى ضلوع
عناصر خارجية في الحادث.
وأوضح السيد الشريف رئيس اللجنة الدينية
أن كافة الأديان السماوية تحض على السماحة والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب
وأن الإسلام الحنيف أكد على حسن العلاقة مع الأديان الآخرى .. مشيرا إلى
أن وجود حالة من الغضب لدى البعض شىء طبيعي عقب هذا الحادث الغادر إلا أن
جميع المصريين يدركون أهمية التوحد ضد تلك المحاولات التي تسعى إلى سفك
دماء المصريين جميعا.
وأشادت الدكتورة مديحة خطاب رئيس لجنة
الصحة بمجلس الشعب بالدور الذي قامت به مستشفيات الأسكندرية في تقديم كافة
أوجه الرعاية الطبية اللازمة للمصابين في الحادث .. مشيرة إلى أن
المستشفيات الأربع التي أدخل بها المصابون تعاملت بكفاءة كاملة مع الحادث
وقدمت الرعاية اللازمة لهم وتم نقل بعض الحالات التي تحتاج إلى رعاية خاصة
للمستشفيات بالقاهرة.
وأدان النواب الحادث الإرهابى الذى وقع
ليلة اليوم الأول من العام الميلادى الجديد وأشادوا ببيان الرئيس محمد
حسنى مبارك الذى قدمه للأمة أمس وتأكيده على ملاحقة مرتكبى الحادث
الإجرامى ،مؤكدين أن البيان عبر عن شعور المصريين كلهم ورفضهم لهذا الحادث
الإجرامى الذى يستهدف أمن وإستقرار مصر .
وطالب الدكتور عبدالأحد
جمال الدين ممثل الأغلبية بوقوف المصريين جميعا صفا واحدا ضد كل من يرتكب
جريمة تهز الإستقرار والأمن فى مصر وتطبيق قانون الطوارئ على كل مثيرى
الفتنة الطائفية سواء فى وسائل الإعلام أو فى القنوات الفضائية .
بينما
أكد السفير رؤوف سعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية على أهمية الوحدة
الوطنية ، وأن يكون الأحتفال بالعام الميلادى الجديد يوم ( 7 ) يناير
الحالى مناسبة قومية للتضامن مع الوحدة الوطنية .
وأعلن محمد
أبوالعنين رئيس لجنة الصناعة بالمجلس أن مصر ستظل قوية وموحدة ولن ينال
الإرهاب من وحدتها لأن مصر يقودها الرئيس محمد حسنى مبارك الذى شهد له
العالم بقدرته على مواجهة الإرهاب ووراءه قوات أمن تحمى الوطن ، مؤكدا أن
الوحدة الوطنية قائمة على أرض مصر عبر آلاف السنين ولايستطيع أحد النيل
منها ، ودعا إلى الإسراع بإصدار التشريعات اللازمة لمنع الإرهاب ومحاربته
.
وأشاد سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمواقف البابا
شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المعبرة عن وحدة الشعب
المصرى بكل فئاته ، وحث على تفعيل إتفاقية مكافحة الإرهاب بين الدول
العربية عقب رفض الغرب إبرامها لعدم التعريف بالإرهاب.
وأكد
اللواء عدلى فايد مساعد أول وزير الداخلية أن الوزارة تعاملت بكل حكمة مع
حالة الإحتقان من جانب بعض الأقباط عقب وقوع الحادثة وأن قوات الأمن تمكنت
من إحتواء الموقف لمنع تصعيده بين المسلمين والمسيحيين ومعلنا أن الأمور
هناك هادئة ومستقرة.
وأوضح أن الحادث لم يكن ناتجا عن إنفجار
سيارة كما قيل من قبل ، وأن السيارات التالفة كانت تمر بالصدفة وقت وقوع
الحادث وأن العبوة التى إنفجرت كانت محمولة ومصنعة محليا .. ومعلنا أن
الحادث كان يستهدف إراقة الدماء بين المسلمين والمسيحيين وإيقاع أكبر قدر
من الخسائر فى الأرواح والتلفيات ليس فقط بين المسيحيين بل بين المسلمين
أيضا حيث يوجد مسجد أمام الكنيسة فى مسافة لاتزيد عن 7 أمتار فقط.
وأشار
إلى أنه لاشك وجود عناصر خارجية وراء إرتكاب هذا الحادث الإجرامى وأن
وزارة الداخلية أصدرت بيان حول هذا الشأن ، وشدد على وجود خدمات أمنية على
الكنائس خاصة عقب تهديد تنظيم القاعدة بالإعتداء عليها ، وتزداد هذه
الخدمات وقت الأعياد حيث أضيفت خدمات أمنية جديدة إرتفعت إلى ثلاثة ضباط
و12 رجل أمن موزعين حول الكنيسة بالإسكندرية ، ورغم ذلك فإن العبوة
المحمولة يصعب منعها لأنها محمولة مع فرد يمكنه الضغط عليها وتنفجر ،
ولكنه أكد أن أجهزة البحث ذات المستوى العال تحقق فى الحادثة وسيتم الكشف
قريبا عن مرتكبيها مثل كل القضايا السابقة التى إرتكبها مرتكبيها ولم تفلح
فى تهديد أمن وإستقرار مصر.
وطالب رجب هلال حميدة /الغد/ بالوقوف
صفا واحدا أمام هذه التحديات التى تهدد إستقرار أمن الوطن ونرفض قول البعض
أنه يوجد إحتقان داخلى بين فئات الشعب المصرى .
ومن جانبه إقترح
منصور عامر وكيل لجنة العلاقات الخارجية بأن تكون خطبة /الجمعة / القادمة
وقداس يوم /الأحد/ مركزين على هذا الحادث معتمدين على التلاحم والتضامن
بين الشعب المصرى وتوحيد الخطبة والقداس فى صيغة واحدة ولمدة عام أسوة
بتوحيد الاذان.
ودعا إلى أن يقوم التليفزيون المصرى بإعداد برامج
معينة بحضور أحد الشيوخ المسلمين وأحد القساوسة المعتدلين ، وعقد لجنة
إستماع للجنة الشئون الدينية وإعداد تقرير عن هذا الأمر .
ورد
الدكتور سرور "إننا لانعيش فى فتنة طائفية وأنما الهدف من الحادث إحداث
فتنة طائفية ، واصفا الحادث بانه "إرهابى يريد الاخلال بأمن وأستقرار مصر
".
وقال جمال أسعد عضو المجلس إن الحادثة وقعت أمام كنيسة وبذلك
فهى تستهدف الأقباط وهى حادثة إرهابية تريد النيل من الإستقرار ، وتوجد
ثغرة يجب سدها حتى لاتتكرر من جديد ، وطالب بإصدار توصيات حول حل مشاكل
الاقباط على أرضية وطنية مصرية وبايدى مصرية ، وضرورة تغيير الخطاب
الاعلامى بعيدا عن كلمة الاخوة الاقباط وشركاء الوطن ويجب التحدث بأننا
كلنا مصريين .
ورفض اللواء عدلى فايد مساعد أول وزير الداخلية
لقطاع مصلحة الأمن العام الإتهامات التى وجهها النائب المعين جورج
عبدالشهيد بضرورة إتخاذ إجراءات أمنية معينه لحماية الكنائس ، وأكد أن
الخدمات الأمنية موجودة فى كل الكنائس ، ويتم تعزيزها وتكثيفها فى
المناسبات والأعياد ، وأنه تم زيادة عدد الضباط لكنيسة القديسين من ضابط
إلى ثلاثة ، وأفراد الأمن إلى 12 فردا ، وأن هذا الأمر ليس فى كنيسة
القديسين ، ولكن فى كل كنائس مصر بالنجوع والقرى والمدن .
واوضح
صعوبة كشف مثل هذه الحوادث لأن مرتكبها كان يحمل العبوة الناسفة ، وأن
قوات الأمن وأجهزة التحقيق تحركت قبل مرور ساعة على هذه الحادثة ، وتم
تغير مسار التحقيق من سيارة مفخخة إلى عبوة محمولة ، قائلا أن قوات الأمن
كانت موجودة قبل الحادثه وبعدها ، ولولا وجودها لزادت الأمور تصعيدا .
وفى
نهاية المناقشات التى إستغرقت حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة أصدرت اللجنة
المشتركة توصياتها بضرورة العمل على سرعة القبض على الجناة مرتكبى الحادث
الإجرامى وتقديمهم للعدالة